الأحد، 5 فبراير 2012

لا تأخذ الورد منّـــي...سليمى

لا تأخذ الورد منّـــي


ما عدت اذكرُ وجهك

المسافرَ في غضبٍ

ما عدت أذكرُ الطفل فيك

يلامس ضحكات الصباح

ينبض بإشراقة جديدة



هو وجهك الغائب في غيماتي

يلوّننـي قصائد

لعلّي أرسم مدينة ضوئيّة

لعلّي افتح انهارا

لدمعة حارقة



خذني إليك حبيبـي

مواسم للمسافات

لوجع يفتح الصّمت فينا

هي الفرحة مكتومة في خلاياي

هي فوضاي تتوسّد وجهك الغائب



يا رجلا ينام في أساطيري الزجاجيّة

متوهّجا في احتراقي

منذ الغياب

أدمنت العتمة

ونامت السحبُ في كفّي



تلك الدروب،

تغيّرت خارطتها

فعاقرتُ خمرة ناحت في عطشي

منذ الغياب،

تسكّعتُ على شواطئ ٍ خائفة

من خطوي

من ضمئي

من ضحكتي الشّاحبة



ما عدت أذكرُ

طعم قبلةٍ راوغها الفراغُ

فلا تأخذ الورد منّي حبيبي

ولا تهجر شجيراتِ لوزي

كي لا تموت فراشات الضوء على صدري



منذ مددتَ يدك لزرقتي

وقطفتَ حبّات المَرجان

موغلا في ثلجي

وفي ولادتي المتجدّدة

لم يبق من البحر غير الزّبد



كم حبلت بوجهك

المسافرَ في الغضب

مشرّعا غربتنا لدمعة

كلّما اتّسعت حرائقنا

وخنقتنا أصابعُ القدر.



بقلم :
سليمى السرايري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق