سليمى شاعرة الحزن والضياء تصدر ديوانها الاول

نفق من الجنون يفتح بوابتـي
لقوافل الريح الباردة
هناك وحيــدة ٌ ٌ،
عــارية ٌ ٌ،
على شواطـئ قمــر..
أسرّح ضفائري بأسنان الموج .
المــاء يلطم وجهـي على عجل
والـشّـمس تحرق بقــايــا احتراقـي .
على مهل..
كطفل يتيــم، نام حلمي في كفي باكيا .
************************************
كلنا يتذكر هذا المقطع الجميل من قصيدة ( أصابع في كف الشمس) لشمعة
مطر، الشاعرة لمتألقة سليمى السرايري. فماهو الجديد في الامر؟
الجديد هو ان ( أصابع في كف الشمس) ليس عنوان قصيدة فقط،، بل هو اسم
لوحةِ رسمٍ على الزجاج من ابداع الشاعرة نفسها, والاهم من هذا كله، انه
عنوان باكورة اصدارات هذه الشاعرة .
فمن هي هذه الانسانة المتميزة، التي استنبتت للشمس اصابع تلون الليل بالعشق
والضياء، والنهار بالشعر والألق... وتلون الماء والحرير والزجاج بقوس قزح،
لتتركها تضج بألوان الحياة... بل حتى لحظات الحزن عرفت كيف تذيبها بالدمع،
لترشها بين طيات الليل رذاذاً يشعشع الحلم بالفرح ؟!
ومن هي هذه الشاعرة والفنانة التي استطاعت ان تأسر ارواح قارئيها مع كل
قصيدة تكتبها، وتتركهم محطات انتظار لما لم تكتب بعد، وكأنهم على موعد مع
مدارات لكونٍ جديد، أو غدٍ آخر من حب وامل؟!...
سليمى السرايري، شاعرة وفنانة من تونس الخضراء. بربرية الاصل، فرنسية
التعليم، عربية الوجود والثقافة. فليس غريبا ان يتفجر الابداع والفن من اناملها
رسماً وشعراً، فروحها مزيج حضارات متعددة، وأفكارها جسور تواصل لثقافات
تنوعت بين الاصالة والحداثة.
ما يميز كتابات سليمى السرايري، انها ورغم انتهاجها الحداثة في الشعر، الا انها
لم تُغرِق في الانزياح عما تريد ايصاله للمتلقي، مثلما يفعل الكثيرون تحت ذريعة
التحليق بالصور الايحائية على اجنحة الدهشة البالغة. والتي في كثير من الاحيان
تحرم المتلقي من المتعة اليانعة التي ينتظرها على اغصان القصيدة. وبالتالي فهي
تحرم الشاعر من تفاعل المتلقي.
لذلك ما تكتبه سليمى يتلقفه القراء بلهفة وكأنه أناشيد من زمن الطفولة. أو نبوءات
لوجودٍ زمانه لم يحن بعد، ولكنه جدير بأن يُنتَظَر...
إذاً،( أصابع في كف الشمس) هي اللوحة، والقصيدة، وهو الديوان الاول لسليمى
السرايري، والذي ضمنته خمس واربعين قصيدة تنقلت فيها الشاعرة ما بين النثر
والتفعيلة والومضة. ووزعتها على خمس مجموعات هي:
من نافذة الحلم
الوان الضوء
سلام على الموت
نشيد الشعر والحب
اوجاعنا الاخرى
ولكي تؤكد سليمى السرايري مهارتها في الأبحار في الجمال على أكثر من موج،
ولتضمن لقارئها متعة الرحيل الأبدي معها، والمكوث في عوالمها الأبداعية، فقد
زينت ديوانها بثلاث لوحاتٍ تباينت ما بين رسم على الزجاج، ورسم على الحرير،
تتناغم ومواضيع القصائد التي اختارتها. وهي الحلم، وسيدة الألوان، ويا وقت تمهل.
بالاضافة الى اللوحة التي قاسمت الديوان عنوانه، وتصدرت غلافه الاول، وهي من
ابداعات الشاعرة في الرسم على الزجاج..
ونحن اذ نبارك لشاعرتنا المبدعة هذا الانجاز الرائع، فاننا واثقون من ان هذا الديوان
سينال ما يستحق من الدراسة والتحليل والنقد. وسيكون فاتحة لدواوين واصدارات أخر
على طريق من العطاء الثر والمتميز، إختطته سليمى بصبر ومثابرة.
وبانتظار الجديد والمزيد، نقول:
تهانينا يا شاعرة الحزن والضياء، بديوانك الاول، وألف ألف مبروك....
لك صادق ودي والامنيات
سالم العامري
------------------------------
عن دار أقورا للنشر
" agora"
مراجعة و تصحيح دار افريقية للنشر
يحتوي الديوان على 86 صفحة ، ويضم 45 قصيدة
تزينه ثلاث لوحات تشكيلية من اعمال الشاعرة
اللوحة الاولى / حلم
الثانية /سيدة الالوان
والثالثة / يا وقت تمهل
لوحة الغلاف هي أيضا من رسم الشاعرة
كتبت مقدمة الديوان الشاعرة : التونسية سلوى الرياحي
نجد على الغلاف الخلفي للديوان
صورة الشاعرة ومقطع من قصيدة مريم
تزينه ثلاث لوحات تشكيلية مصغرة بالألوان و الموجودة بالداخل
نفق من الجنون يفتح بوابتـي
لقوافل الريح الباردة
هناك وحيــدة ٌ ٌ،
عــارية ٌ ٌ،
على شواطـئ قمــر..
أسرّح ضفائري بأسنان الموج .
المــاء يلطم وجهـي على عجل
والـشّـمس تحرق بقــايــا احتراقـي .
على مهل..
كطفل يتيــم، نام حلمي في كفي باكيا .
" agora"
مراجعة و تصحيح دار افريقية للنشر
يحتوي الديوان على 86 صفحة ، ويضم 45 قصيدة
تزينه ثلاث لوحات تشكيلية من اعمال الشاعرة
اللوحة الاولى / حلم
الثانية /سيدة الالوان
والثالثة / يا وقت تمهل
لوحة الغلاف هي أيضا من رسم الشاعرة
كتبت مقدمة الديوان الشاعرة : التونسية سلوى الرياحي
نجد على الغلاف الخلفي للديوان
صورة الشاعرة ومقطع من قصيدة مريم
تزينه ثلاث لوحات تشكيلية مصغرة بالألوان و الموجودة بالداخل
نفق من الجنون يفتح بوابتـي
لقوافل الريح الباردة
هناك وحيــدة ٌ ٌ،
عــارية ٌ ٌ،
على شواطـئ قمــر..
أسرّح ضفائري بأسنان الموج .
المــاء يلطم وجهـي على عجل
والـشّـمس تحرق بقــايــا احتراقـي .
على مهل..
كطفل يتيــم، نام حلمي في كفي باكيا .
هذا المقطع من قصيدة أصابع في كفّ الشمس التي أصبحت تزين وجه الكتاب و تتحول من عنوان لقصيدة
ألى عنوان المجموعة البكر.
كأني لا أملك في جرحي
غير هذا الجسد
و دوار يدير وجهتي للموت
حيث الارض ترقص في روحي
حيث أصابعي تعانق السماء
كأني لا املك في جرحي
غير هذه المسافة
بيني و بين دمي
و هذا المقطع نثرته هنا كي يكون فاتحة للمتصفحين للمجموعة الشعرية الباذخة و الراقية
و التي أتمنى لها كل النجاح و أن تجد الرعاية الكافية و النقد البناء كي يساعد الشاعرة على
المضيّ قدما في مسيرتها الابداعية الخلاّقة.
فتحية الهاشمي