انثى مليئة بالصبر...سليمى

انثـــى مليئــة بالصبــــر

انثى مليئة بالصبر



كل ليلة اعود مثقلة
بزفرة حُبلى ، تولدُ من جراحاتي
هناك، المساءُ يلعبُ في باحة البيت
شجرة عجوز تعانق جدارا
شهدت يوم مولدي
غريبة مثلي صارت .
تهيئ اغصانها حطبا موسميّا
لخبز ساخن
لمدفأة برد القرية الأليف
كل ليلة
أعرك فوضاي
لأكوّن منها ظلّ غائب
وأربط النجوم في ياقة قميصي
يشعّ وجهي
اتحسّسُ الضوء
اتحسّسُ الوحدة على قسماتي
وتفاصيلي الصّغيرة
تفتح مدن منيرة في العتمة
ألمحه هناك يرتق بكارة الفراغ
ألمحه لحنا شجيّا يتبلورُ
في غفلة من ظلمة راكضة الى ركني
يــــا...
هل كان يعرف أنّي أتقنُ الإنتظار؟؟
واجمع الدمع بحرا في قارورة جدّتي الراحلة؟؟
هل كان يعرف أني انثى مليئة بالصبر
وعطر الياسمين؟
انثى تفوح بأغان غماميّة؟؟
وتبكي بصمت عند رحيل الحمام؟


كلّ ليلة ، اصلّي عند آخر الشارع
الشارع الذي شهد غربتنا
الشارع الذي لوّح لنا من بعيد
يوم مُتنـــا

----------

ايها الغائب
هل لمست اشواك انتظاري
هل رايت مدن الصبر؟
ها انا هنا انتظر شمسك ومطرك
فهل غابت السماء؟
وهل رحلت النوارسُ بحثا عن الأسماك الملوّنة؟
أيّها الغائب
لا احد هنا يعانق وجعي
غير انتظار على عتبة بيت صامت....
عد ايّها الغائب
فلا مكان للفرح بعدك
ولا نافذة تغني للربيع...